الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
- : حديث الحارث بن عبد اللّه بن أوس، قال: أتيت عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فسألته عن المرأة تطوف بالبيت يوم النحر، ثم تحيض، قال: ليكن آخر عهدها بالبيت، فقال الحارث: كذلك أفتاني رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال له عمر: أربت عن يديك [أربت عن يديك، قال في النهاية: أي سقطت آرابك من اليدين خاصة] سألتني عن شيء سألت عنه رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لكي ما أخالف، انتهى. أخرجه أبو داود [عند أبي داود في "باب الحائض تخرج بعد الافاضة" ص 274، عند الترمذي في "باب ما جاء: من الحج أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت" ص 126، وعند أحمد: ص 416 - ج 3، وص 417 - ج 3]، والنسائي عن أبي عوانة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن الحارث به، وأخرجه الترمذي عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الملك بن المغيرة عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن أوس عن الحارث، قال: سمعت النبي عليه السلام يقول: من حج هذا البيت، أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت، فقال له عمر: حزرت من يديك، سمعت هذا من رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، ولم تخبرنا به، انتهى. وقال: غريب، وقد خولف الحجاج في بعض هذا الإِسناد، انتهى. وبهذا الإِسناد رواه أحمد في "مسنده"، والطبراني في "معجمه"، وقال المنذري في "حواشيه": سند أبي داود به حسن، وسند الترمذي فيه ضعيف، ولذلك قال: غريب، انتهى. وقوله في الكتاب: ورخص للنساء الحّيض، وهو من تمام الحديث. - الحديث الثمانون: روي أنه عليه السلام - استقى دلوًا بنفسه، فشرب منه، ثم أفرغ باقي الدلو في البئر، قلت: رواه ابن سعد في "الطبقات" [عند ابن سعد: ص 131، من: ص 2 - ج 1.] في "باب حجة النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ"، فقال: أخبرنا عبد الوهاب عن ابن جريج عن عطاء أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لما أفاض نزع لنفسه بالدلو - يعني من زمزم - لم ينزع معه أحد، فشرب، ثم أفرغ ما بقي من الدلو [كذا في - نسخة الدار - أيضًا، وفي نسخة "الطبقات" المطبوعة "ما بقي من الدلو" [البجنوري]. ] في البئر، وقال: لولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لم ينزع منها أحد غيري، قال: فنزع هو بنفسه الدلو التي شرب منها، لم يعنه على نزعها أحد، انتهى. وهذا مرسل، وأخرج أحمد في "مسنده"، والطبراني في "معجمه" عن ابن عباس، قال: جاء النبي عليه السلام إلى زمزم، فنزعنا له دلوًا، فشرب، ثم مج فيها، ثم أفرغناها في زمزم، ثم قال: لولا أن تغلبوا عليها لنزعت بيدي، انتهى. وروى الأزرقي في "تاريخ مكة" حدثني جدي أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أفاض في نسائه ليلًا، فطاف على راحلته يستلم الركن بمحجنه، ويقبل طرف المحجن، ثم أتى زمزم، فقال: انزعوا، فلولا أن يغلبوا عليها لنزعت، أمر بدلو فنزع له منها، فشرب منه، ومضمض، ثم مج في الدلو، وأمر به فأهريق في زمزم، والذي تقدم في حديث جابر الطويل: فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم، فقال: انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبوا الناس على سقايتكم لنزعت معكم، فناولوه دلوًا، فشرب منه، وهذا آخره. - الحديث الحادي والثمانون: روي أنه عليه السلام - وضع صدره ووجهه بالملتزم، قلت: أخرجه أبو داود في "سننه" [عند أبي داود في "باب الملتزم" ص 261 - ج 1، وعند ابن ماجه فيه: 219، والدارقطني: ص 284 - ج 1.] عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه شعيب، قال: طفت مع عبد اللّه، فلما جئنا دبر الكعبة، قلت: ألا تتعوذ؟ قال: نعوذ باللّه من النار، ثم مضى حتى استلم الحجر، وقام بين الركن والباب، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا، وبسطهما بسطًا، ثم قال: هكذا رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يفعله، انتهى. والمثنى بن الصباح لا يحتج به، انتهى. وأخرجه ابن ماجه، فقال فيه: عن أبيه عن جده، قال: طفت مع عبد اللّه، الحديث. قال المنذري: فيكون شعيب، وأبوه محمد طافا جميعًا مع عبد اللّه، وكذلك رواه عبد الرزاق في "مصنفه"، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"، والدارقطني، ثم البيهقي في "سننيهما"، ولفظهما فيه: رأيت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يلزق وجهه وصدره بالملتزم، انتهى. ورواه عبد الرزاق أيضًا، أخبرنا ابن جريج عن عمرو بن شعيب، قال: طاف جدي محمد بن عبد اللّه بن عمرو مع أبيه عبد اللّه بن عمرو، فلما كان سابعها، قال محمد لعبد اللّه: ألا تتعوذ؟، إلى آخره، وهذا أصلح إسنادًا من الأول، وروى البيهقي في "شعب الإِيمان" عن الحاكم بسنده عن ابن وهب عن سليمان بن بلال عن إبراهيم بن إسماعيل عن أبي الزبير عن عبد اللّه بن عباس عن النبي عليه السلام، قال: ما بين الركن والباب ملتزم، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" عن عباد بن كثير عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا، ووقفه عبد الرزاق في "مصنفه"، فقال: حدثنا ابن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد، قال: قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: هذا الملتزم ما بين الركن والباب، انتهى. وهو في "الموطأ" بلاغًا، قال أبو مصعب: أخبرنا مالك أنه بلغه أن عبد اللّه بن عباس كان يقول: ما بين الركن والباب الملتزم، انتهى. *3* فصل - الحديث الثاني والثمانون: روي أنه عليه السلام - وقف بعرفة بعد الزوال، قلت: تقدم في حديث جابر الطويل: ثم أذن، ثم أقام، فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئًا، ثم ركب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حتى أتى الموقف، الحديث بطوله. - الحديث الثالث والثمانون: قال عليه الصلاة والسلام: - "من أدرك عرفة بليل، فقد أدرك الحج، ومن فاته عرفة بليل فقد فاته الحج"، قلت: أخرج أصحاب السنن الأربعة [عند أبي داود في "باب من لم يدرك عرفة" ص 269 - ج 1، والترمذي في "باب ما جاء من أدرك الامام بجمع فقد أدرك الحج" ص 120، وعند النسائي في "باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح بمزدلفة" ص 47 - ج 2، وعند أحمد: ص 335 - ج 4، وعند أبي داود الطيالسي: ص 185، وعند الدارقطني: 264] عن سفيان الثوري عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي أن ناسًا من أهل نجد أتوا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وهو بعرفة، فسألوه فأمر مناديًا، فنادى: الحج عرفة، فمن جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج أيام منى ثلاثة، ] عن المزفت، وذكره البغوي في "الصحابة"، وأن له هذين الحديثين.
|